الإنهاء في العلاج والإرشاد النفسي
الإنهاء في الإرشاد والعلاج النفسي، عندما يتوقف المسترشد عن الحضور إلى الجلسات الإرشادية والعلاج مع معالجه الحالي، فإن هذا يعني الإنهاء. ويشير مصطلح "الإنهاء" إلى نهاية العلاقة العلاجية؛ أي أن المسترشد لن يتلقى العلاج بعد الآن، أو أنه سينتقل إلى معالج آخر، أو يريد أخذ استراحة.
كيف يتم إنهاء العلاقة الإرشادية والعلاج النفسي؟
يمكن أن يتم الإنهاء بسرعة إذا تغيرت احتياجات المسترشد أو إذا كان المعالج غير قادر على ممارسة العلاج. وقد يكون الإنهاء فجائياً، أو قد يكون بعد مناقشته في سلسلة من الجلسات الإرشادية. وفي بعض الحالات، يأتي المسترشد خصيصًا للعلاج قصير المدى (على سبيل المثال، إذا كان طالباً فقد يتطلب عدد محدد من الجلسات)، وينبغي أن يناقش المسترشد والمعالج الإنهاء من الجلسة الأولى. ومن المعلوم أن العلاقة الإرشادية لابد أن تنتهي في مرحلة ما، لذلك قد يكون من المفيد فهم كيف يمكن أن تبدو هذه العملية، وماذا نعني بإنهاء العلاج.
أسباب مختلفة لإنهاء العلاقة الإرشادية
طريقتان رئيسيتان للإنهاء هما:
- عندما يتوقف المسترشد عن تلقي العلاج والإرشاد النفسي.
- عندما يستمر المسترشد في تلقي العلاج من خلال مرشد آخر.
هناك العديد من الأسباب لحدوث هذين النوعين من الإنهاء.
أولاً: في حال كان لدى المسترشد رغبة بإنهاء العلاقة العلاجية (الإرشادية) مع المعالج الحالي ويرغب بتلقيه مع معالج آخر، فإن أسباب ذلك تشمل:
- يشعر المسترشد أو المعالج أنه لا يوجد توافق جيد بينهما، وأن هذا يعيق تقدم العلاج. يحدث هذا غالبًا في وقت مبكر من العلاج.
- لا يُسمح للمعالج بمواصلة تقديم الخدمات للمسترشد بسبب قضايا الاختصاص؛ ظهور أعراض جديدة على المسترشد خارج خبرة المعالج، وهنا يوصى بالانتقال إلى معالج آخر أكثر خبرة لضمان حصول المسترشد على أفضل رعاية ممكنة.
- عدم إحراز المسترشد أي تقدم في العلاج مع معالجه الحالي، وبالتالي يرغب بالانتقال إلى معالج آخر قد يساعده في معالجة الأمور أو إحراز تقدم بطريقة مختلفة عن المعالج الحالي.
ثانياً: تشمل الأسباب التي تجعل المسترشد يتوقف عن العلاج تمامًا ما يلي:
- يختار المسترشد التوقف عن المجيء بغض النظر عما إذا كان يشعر أنه قد أحرز تقدمًا. التوقف عن العلاج قبل الأوان يمكن أن يمنع المسترشدين من الحصول على الدعم والتقييم المناسب، وبالتالي لن يتمكنوا من الحصول على الرعاية المناسبة التي يحتاجون إليها.
- رغبة المسترشد بأخذ استراحة من العلاج لسبب ما، ويخطط للعودة في المستقبل.
- المسترشد لم يعد قادرًا على تحمل تكاليف العلاج.
- حقق المسترشد أهدافه العلاجية ،ولم يعد بحاجة إلى خدمات مستمرة.
مخاوف مشتركة حول إنهاء العلاقة الإرشادية
غالبًا ما يكون التغيير مثيرًا للقلق، ويمكن أن تؤدي نهاية العلاقة إلى العديد من المشاعر المختلطة. إنهاء العلاج ليس استثناء من هذه القاعدة.
ومن أبرز المخاوف المتعلقة بإنهاء العلاقة الإرشادية:
- الشعور بالقلق حيال البدء من جديد بالعلاقة الإرشادية: إذا كان المسترشد يرغب بالانتقال إلى معالج جديد، فقد يكون قلقًا من عدم قدرته على التواصل مع المعالج الجديد. يستغرق بناء الثقة مع معالج جديد وقتًا، تمامًا مثلما استغرق الأمر وقتًا لبناء الثقة مع المعالج السابق. في كثير من الحالات، يمكن أن يحيل المعالج أو المرشد السابق المسترشد إلى مسترشد آخر يثق به وبقدرته على المساعدة.
- قلق بشأن فعالية علاج مختلف: إذا كان المسترشد ينتقل إلى نوع مختلف من العلاج، فقد يشعر بالقلق من أن العلاج غير المألوف لن يكون فعالاً. وهنا ينبغي التأكيد على أنه لا يوجد تدخل أو طريقة علاج وإرشاد مناسبة للجميع، فمن الممكن أن العلاج الذي ساعد أشخاص يعانون من أعراض مماثلة لن يساعد شخصًا آخر. هنا ينبغي على المسترشد التحدث مع معالجه حول خياراته فإذا شعر أن العلاج الجديد ليس مناسبًا.
- الخشية من انتكاس الأعراض: قد يشعر المسترشدين الذين حققوا أهدافهم العلاجية بالقلق بشأن الإنهاء لأنهم قلقون من عودة ظهور الأعراض في المستقبل. هنا ينبغي أن يعلم المسترشد أنه دائمًا يمكنه العودة إلى العلاج في حال حدث الانتكاس، أو ظهرت أعراض جديدة.
- الشعور بالحزن: أخيرًا، قد يشعر المسترشدين بالحزن لأن العلاقة مع المعالج الخاص بهم قد انتهت. خاصة إذا استمر العلاج لفترة طويلة، فإنهم يشعرون بالاتصال بمعالجهم وسيفتقدون العلاقة. هذا الحزن هو شيء يمكن للمسترشد ومعالجه التحضير له خلال الجلسة النهائية.
كيف تعرف أن الوقت قد حان لإنهاء العلاقة الإرشادية؟
- في كثير من الأحيان، يقوم المعالج بمراجعة وتقيم الخطة العلاجية للمسترشد بشكل منتظم ويلاحظ تقدم المسترشد. فإذا بدا أن المسترشد حقق أهداف الخطة العلاجية، يمكن للمعالج أن يناقش الإنهاء. ومع ذلك، يمكن للمسترشد أيضًا طرح الإنهاء في أي وقت.
- إذا اعتقد (المعالج أو المسترشد) أن المسترشد مستعد للتوقف عن العلاج، فيمكنه طرح ذلك في الجلسة.
- إذا لاحظ (المسترشد أو المعالج) أن التقدم قد توقف، فقد يتم طرح إمكانية إجراء الإحالة المناسبة. مرة أخرى، هذا لضمان استمرار حصول العميل على أفضل رعاية ممكنة.
ماذا تعمل عندما لا يكون الإنهاء هو الخيار الصحيح؟
إذا طرح المعالج موضوع الإنهاء ولم يكن المسترشد جاهزًا، فلا بأس من مشاركته. يمكن للمسترشد ومعالجه تحديد المسار الأفضل للمضي قدمًا.
يقوم بعض المسترشدين بتقليل جلساتهم إلى مرة واحدة كل بضعة أشهر أو الاحتفاظ بخيار الاتصال وإجراء الجلسات من حين لآخر حسب الحاجة عند ظهور ضغوط كبيرة. هذا بديل عن الإنهاء لأنهم لا ينهون العلاج رسميًا ولكنهم يسمحون بخيار الدعم المستمر عند ظهور المشاكل.
كيف تبدو الجلسة النهائية؟
- قد يكون من الصعب لدى بعض المسترشدين توديع المعالج(المرشد)، وقد يختار بعض المسترشدين إنهاء العلاج فجأة من خلال عدم العودة. ولا شك أن هذا من حقهم، ولكن من المفيد مناقشة إنهاء العلاقة الإرشادية قبل إنهاء.
- يمكن أن تبدو جلسة العلاج النهائية ع مختلفة اعتمادًا على أسلوب المعالج ونوع العلاج المقدم. غالبًا ما تتضمن جلسات الإنهاء مراجعة وتقييم الخطة العلاجية والتقدم الذي أحرزه المسترشد مع مرور الوقت، بالإضافة إلى كيفية استخدامهم للمهارات والبصيرة. قد يشمل أيضًا تخطيط السلامة للمحفزات المستقبلية أو المواقف العصيبة.
- في كثير من الأحيان قد يرغب بعض المسترشدين منح معالجهم هدية احتفالا بانتهاء العلاج وتعبيرا عن امتنانهم. وهنا يجب التأكيد على أن بعض القواعد الأخلاقية لها إرشادات مختلفة حول إمكانية قبول الهدايا، كما أن لدى بعض إدارات العمل قواعد حول ما إذا كان المعالج مسموحًا له بقبول هدية من المسترشد أم لا.
ختاما، على المسترشد أن لا يتردد في الاستفسار من مرشده إذا كان لديه أي أسئلة أو مخاوف حول إنهاء العلاقة العلاجية، والموارد التي قد يحتاجها للمضي قدمًا. سيعمل معالجه معه لجعل ذلك سلسًا وآمنًا قدر الإمكان.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق